أنا الغريب عن أوطان الشعر الصامت
المشرّد ببراري الذاكرة المجهولة...
زكام الخريف أنا
وأسماكي عاصفة حيتاناً...!
سأتيه بالعصف واخرج لكم
من أدغال الروح وحش يركض
بالغابات الماطرة على رائحة
الحشائش البرية...!
ينثركم عن آخركم إن لم تسمعوني...!
فاسمعوني
أيها الكثيرون في واحد
اتركوني أتيه في الضبابية فانا ابيض وسمائي بيضاء...!
ولا تقتلوا غناء الضوء في أطفالي
قبل أن يهبطوا على حواف الجولان
لينسابوا في مجرى النهر المتعب..!
أنت أيها النهر الحار بالحياة
اجعلني رغوة وأطفئ نوري
بلحمك لأعيش للأبد...!
لا لا تترك أجراس الليل الجارح
تتساقط في غاباتي...
ويغني الضياع بين
الصخور التائهة ...!
أغنية الريح العابثة
بريش العصفور الميت..!
لا لا تفنني بالغيوم القارصة
لا لا تجعل الأموات يتفحصون نبضي...!
لا لا تطلق ضوءاً للاستكشاف الأعمى
لا لا تطفئني بريح الهزيمة...
آه كيف أصير كالذئاب الضارية
على الانكسارات...
أيها الكثيرون في واحد
يا ضباب التاريخ الضائع...
سيعشب التاريخ بسماء
غاباتي اللازوردية...
وسأنتقم من الأبطال الخونة
سأنتقم من جميع الأموات
الذين كُشف نورهم المتعفن في لحود العدم..!
يا ساكنين بلا حراك
من قال إنكم حضور الذاكرة
من قال أن العدم يعزف لغة الوجود...
كيف اطرب لماء راكد بلا شلال
كيف تخبطون الجهات...
كيف يتوتر الضوء في خاصرتي
وتتراقص أطفال العالم آلات...
إذا الفحول صارت الإناث
وجرت الماعز وراء كبش الجبل...!
كيف ينشد العصفور أغنيته
وطعنة الخريف والزمان المر بخاصرتي...
اطووني بالذاكرة المنسية
لا شتم رائحة الحزن الخريفية
ليدق ناقوس العدم وجودي في جهات الكون المنسية...!!